الرسول صلىاللهعليهوآله كما يصفه الشيخ الطوسي(١).
فعلمُ الأَئمة عليهمالسلام بجميع المتشابه في القرآن الكريم مستمد من هذا الطريق كما هو مدلول الرواية عن الإمام الباقر عليهالسلام في تفسير الآية المذكورة ، قال : (فرسول اللّه صلىاللهعليهوآله أفضل الراسخين في العلم ، قد علّمه اللّه عزّوجلّ جميع ما اُنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان اللّه لينزل عليه شيئاً لم يعلم تأويله ، وأوصياو من بعده يعلمونه كلّه)(٢).
هذا الرسوخ يراه الإمامية أجلى مصاديق خصوصية الأَئمة عليهمالسلام في فهم القرآن حق فهمه ، وهو المعبر عنه في نص القرآن الكريم بقوله تعالى : (لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)(٣) ، وهم يوّدون هذا الاختصاص بتفسير القرآن بعضه ببعض ، ليستدلّوا على اختصاصهم بصفة التطهير وذلك في قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً)(٤).
والطهارة المقصودة في الآيتين : (طهارة نفس الإنسان في اعتقادها وإرادتها ، وزوال الرجس عن هاتين الجهتين ، ويرجع إلى ثبات القلب فيما
__________________
(١) الشيخ الطوسي / تلخيص الشافي ١ : ٢٥٣.
(٢) المجلسي / بحار الأنوار ٧ : ٣٩.
(٣) سورة الواقعة : ٥٦ / ٧٩.
(٤) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.