هذاالقرب من النبي صلىاللهعليهوآله بكل معانيه والتلقي عنه جعل علياً عليهالسلام محيطاً بعلوم الكتاب الكريم كلّها ، ويكفي في ذلك أنّه صرّح عليهالسلام بهذا ، فقال على روس الأشهاد : (سلوني قبل أن تفقدوني والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية ، في ليل نزلت ، أو في نهار اُنزلت ، مكّيها ، ومدنيها ، سفريها ، وحضريها ، ناسخها ، ومنسوخها ، محكمها ، ومتشابهها وتأويلها ، وتنزيلها ، لأخبرتكم به)(١).
وهو القائل يصف سعة علمه : (بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة)(٢) ، فلا غرو أن يكون صلوات اللّه وسلامه عليه دائرة معارف إسلامية كبرى لانظيرلها في تاريخ
__________________
ترجمة سليم بن قيس الهلالي ، والطبري الإمامي / المسترشد في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : ٣٣١ ـ ٣٣٦ / ٦٧ اختلاف الناس في الحديث ، والنعماني / كتاب الغيبة : ٧٥ ـ ٨١ / ١٠ باب (٤) ، ما روي في أنّ الأئمّة إثنا عشر إماما ، والصدوق / الخصال : ٢٥٥ / ١٣١ باب الأربعة ، أتى الناس الحديث من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من أربعة ليس لهم خامس ، والاعتقادات له أيضاً : ١١٨ ـ ١٢٣ باب (٤٥) الاعتقاد في الحديثين المختلفين ، والكراجكي / الاستنصار : ١٠ ـ ١٣ ، والطبرسي / الاحتجاج ٢ : ٦٢٨ ـ ٦٣١ / ١٤٦ إيضاحه عليهالسلام علّة اختلاف الأحاديث ، والحرّ العاملي / مختصر إثبات الرجعة للفضل بن شاذان النيسابوري : ٢٠١ ـ ٢٠٦ / ١ ، وابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة ١١ : ٣٨ ـ ٣٩ / ٢٠٣.
(١) ظ : ابن سعد / الطبقات الكبرى ٢ : ٣٣٨ ، والشيخ الصدوق / التوحيد ٣٠٥ ، والشيخ المفيد / الاختصاص : ٢٣٦ ، والقرطبي المالكي / الجامع لأحكام القرآن ١ : ٣٥ وغيرها.
(٢) ظ : ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة مج ١ : ٢١٣.