أعلمكم)(١).
وإنعام النظر في تلك الأقوال وغيرها من أقواله عليهالسلام الكثيرة الأخرى يثبت أن أقلّ ما يدل عليه (أنّ ما نقل عنه من أعاجيب المعارف الصادرة عن مقامه العلمي الذي يدهش العقول مأخوذ من القرآن الكريم)(٢). أي : من نص القرآن أو فحواه أو دليل خطابه.
هذا الفهم الكامل للنص القرآني الذي تعبر عنه الروايات السابقة ، يصفه الإمام عليهالسلام بأنّه استنطاق للنص الذي لا ينطق بنفسه ، وإنّما تلك مهمة الإمام المعصوم ووظيفته التي يرثها عن النبي صلىاللهعليهوآله كما مرّ في كلامه عليهالسلام : ( .. فاستنطقوه ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه ..).
وقد قام عليهالسلام بهذه المهمة الجليلة خير قيام حتى أنّنا لو أحصينا ما روي عنه عليهالسلام لوجدناه أكثر الصحابة تصدياً لتفسير القرآن ، حتى قال ابن أبي الحديد : إنّ أكثر علم التفسير أُخذ عنه(٣).
وكان عليهالسلام لخصوصيته العلمية وقربه من النبي صلىاللهعليهوآله من جهة ، وامتداد حياته طوال فترة ما يسمّى بـ (الخلافة الراشدة) من جهة أخرى ، أثر كبير في سعة هذه الجهود ووضوح أثرها في تفسيرالقرآن الكريم بخاصة ، وقد اشتدت الحاجة بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآله إلى توضيح معاني القرآن ، وبرزت
__________________
(١) القمّي علي بن إبراهيم / تفسير القمّي ١ : ٣.
(٢) الطباطبائي : الميزان ٣ : ٧١.
(٣) شرح النهج مج١ ١ : ١٩.