ما يترتب على ذلك هو كامل الاستفادة من الخصائص والآثار المهمة التي توافر عليها النص ، والتي بينها صلىاللهعليهوآله قوله : (القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأحداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من كل الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد من القرآن إلاّ إلى النار)(١).
وبما أنّ السنة شارحة القرآن الذي وجه المسلمين إلى وجوب الرجوع إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٢).
فإنّنا نجد النبي صلىاللهعليهوآله يوصي بالتمسك بالقرآن ، والأخذ به ، وعرض الروايات المنقولة عنه صلىاللهعليهوآله على كتاب اللّه.
وإنّ حجب هذه المعيارية ـ التي يجعلها الأَئمّة عليهمالسلام ضابطاً مهماً لفهمه ـ بإلغاء شرط موافقة الأحاديث أو ما يستنبط من القرآن ، يعني ذلك العدول إلى ما يوي إلى النار ، ويدخل ذلك في خانة الكذب الموي
__________________
تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ٢ ، والصدوق / الأمالي : ٤٤٩ / ٦٠٨ ١٨ مجلس (٥٨) ، والشيخ المفيد / رسالة في المهر ٢ : ٣٠.
ورواه العيّاشي في تفسيره ٢ : ١١٥ / ١٥٠ ، واليعقوبي في تاريخه (تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٠ مسنداً عن الإمام الصادق عليهالسلام.
(١) أصول الكافي ٢ : ٦٠٠ / ٨ من كتاب فضل القرآن ، وتفسير العيّاشي ١ : ٥ / ٨. وورد نحوه ضمن نسخة في العهد الذي كتبها النبي صلىاللهعليهوآله للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين. رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٨ : ٩١.
(٢) سورة الحشر : ٥٩ / ٧.