(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)(١).
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)(٢).
(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ..)(٣).
وفي هذا الملحظ المهم يرد عن الأَئمة عليهمالسلام الكثير من الروايات في ضابطية هذا المنهج وأولويته في مصادر تفسير النص القرآني ، ومنع تجاوزه إلى غيره مع وجود البيان فيه ، وإلى الأخذ به والتدبر في نصوصه وتحقيق معياريته لقياس صحة أي فهم لنصوصه ، أو فحص عن صحة المرويات المنقولة عن الأئمة عليهمالسلام في تفسيره كما تبين سابقا.
ونلاحظ أنّهم عليهمالسلام في تفسيرهم كثيرا ما يستدلون بالآية على أُختها ويستشهدون بمعنى على آخر في تفسير النص ، وقد يتوهّم بأنّ هذا دالّ على أنّ ذلك واقع في نطاق الإمكان ، وبصورة يمكن معها معرفة المراد تفصيلاً ، كما يُفهم ذلك من عبارة الذهبي بأنّ التفسير (لم يكن عملاً آليا لا يقوم على كثير من التدبّر والتعقّل ، وليس بالأمر الهيّن الذي يدخل تحت مقدور كل إنسان ، وإنّما هو أمر يعرفه أهل العلم والنظر خاصة)(٤).
ولو كان الأمر كذلك لما وجدنا عشرات بل مئات الآراء التفسيرية
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢١٩.
(٢) سورة القيامة : ٧٥ / ١٩.
(٣) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٤) الذهبي محمد حسين / التفسير والمفسرون ١ : ٤١.