تثبت دلالة الإحكام على النص بأكمله فيعود جميعه محكماً ، ويرتفع التشابه الذي ثبت أنّه وقتي مندفع بردّه إلى المحكم.
هذه الحقيقة المهمة كانت مداراً للفهم المعصومي في طريق الكشف عن التشابه من تأكيدها وبيان أسسها العامة منهجة وتطبيقاً ، وتأشير ضابطيتها وحاكميتها عند التصدي لكشف دلالات النص القرآني.
وهذا ما تتظافر العديد من الروايات عنهم عليهمالسلام لبيانه المندرج ضمن اتجاهين :
١ ـ روايات كاشفة عن تحديدهم عليهمالسلام للمتشابه.
ونلاحظ هنا العديد من الروايات نكتفي ببعضها ، فمن ذلك ما روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : (إنّ أُناساً تكلموا في هذا القرآن بغير علم ، وذلك أنّ اللّه تبارك وتعالى يقول : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الْأَلْبَابِ) (١) فالمنسوخات من المتشابهات والمحكمات من الناسخات ..) (٢).
كذلك ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليهالسلام في رد المنسوخ إلى
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٢) الكليني / أصول الكافي ٢ : ٢٨ / ١ باب بلا عنوان من كتاب الإيمان والكفر.