المتشابه (١).
وفي رواية أُخرى أكثر تفصيلاً وتحديداً ، عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : (إنّ القرآن زاجر وآمر ، يأمر بالجنّة ، ويزجر عن النار)(٢).
أي : يأمر بما يوجب الدخول في الجنّة ، ويزجر عمّا يوجب الدخول في النار ، وهذا في المعنى أمر بامتثال أمره ونهيه والمداومة عليه(٣).
وقد أضاف القمّي في تفسيره بعد هذه الرواية : (وفيه محكم ومتشابه فاما المحكم فيون به ويعمل به واما المتشابه فيون به ولا يعمل به وهو قول اللّه تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ..)(٤))(٥).
والنهي عن العمل بالمتشابه هنا نظراً لاجماله الذي يجب معه الرجوع إلى المفصل بمقتضى العقل ومن ثمّ ارجاع المتشابه إلى المحكم.
__________________
(١) ظ : العياشي : التفسير ١ : ١١.
(٢) الكليني / أصول الكافي ٢ : ٦٠١ / ٩ من كتاب فضل القرآن ، والعيّاشي / تفسير العيّاشي ١ : ١٠ / ٦.
(٣)يُنظر : المازندراني / شرح أصول الكافي ٨ : ٩١ ، والمجلسي / بحار الأنوار ٦٦ : ٩٤.
(٤) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٥) القمّي علي بن ابراهيم / تفسير القمّي ٢ : ٤٥١ ، وقد جعل المجلسي في بحار الأنوار ٢٣ : ١٩١ / ١٢ ، و ٨٩ : ٨١ / ١٠ ، والحويزي في تفسير نور الثقلين ١ : ٣١٥ ـ ٣١٦ / ٣١؛ كلام القمّي في تفسيره من تتمّة رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام! والصحيح ما بيّناه بقرينة ما رواه الكليني والعيّاشي ، فلاحظ.