ملاحقة السلطة للإمام عليهالسلام
ولم يبعُد الإمام عليهالسلام كثيراً عن مكة حتّى لاحقته مفرزة من الشّرطة بقيادة يحيى بن سعيد ، فقد بعثها والي مكة عمرو بن سعيد لصدّ الإمام عليهالسلام عن السّفر ، وجرت بينهما مناوشات حتّى تدافع الفريقان ، واضطربوا بالسّياط ، وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعاً قويّاً (١).
في التنعيم
ومضى ركب الإمام الحسين عليهالسلام لا يلوي على شيء ، وفي طريقهم بمنطقة التنعيم (٢) صادفوا إبلاً قد يَمَّمت وَجْهَها شطرَ الشّام ، وهي تحمل الهدايا ليزيد بن معاوية قادمةً من اليمن ، فاستأجر من أهلها جِمالاً لرحله وأصحابه ، وقال لأصحابها : «مَنْ أحبّ أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كِراءه وأحسنّا صحبته ، وَمَنْ أحبّ أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراءه على ما قطع من الطريق». فمضى معه قوم وامتنع آخرون (٣).
في الصّفاح
وواصل الإمام مسيره حتّى وصل الصّفاح (٤) فالتقى الفرزدق الشاعر فسأله عن خبر النّاس خلفه ، فقال الفرزدق : قلوبُهم معك والسّيوف مع بني اُميّة ،
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٦٨.
(٢) التنعيم : موضع بمكة في الحلّ يقع بين مكة وسرف على فرسخين من مكة ، جاء ذلك في معجم البلدان ٢ / ٤٩.
(٣) الإرشاد ٢ / ٦٨.
(٤) الصّفاح : موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش ... جاء ذلك في معجم البلدان ٣ / ٤١٢.