المال وفق المعايير الإسلاميّة. وقد أكّد عليهالسلام في رسالته على أنّه لا يعترف رسميّاً بخلافة معاوية ؛ إذ لم يصفه بأمير المؤمنين كما كان يصفه الآخرون ؛ ومن هنا حاول معاوية الالتفاف على موقف الإمام عليهالسلام فوصف نفسه في رسالته الجوابية بأمير المؤمنين ووالي المسلمين ، ولكنّه فشل في محاولته تلك ، فقد بات موقف الإمام الحسين عليهالسلام معياراً إسلامياً ، وملاكاً فارقاً وفاصلاً بين الصواب والخطأ للمسلمين جميعاً على مدى التأريخ ، في حين لم يعرِ المسلمون لموقف معاوية أيّ اهتمام ، ولم يعتبروه سوى أنّه تشويه للحقيقة وتضليل للرأي العام.
لقد كان موقف الإمام عليهالسلام هذا إشارة واضحة للاعتراض على تصرّفات وحكم معاوية ، والمطالبة بسيادة الحقّ والعدل الإلهي.
تذكير الاُمّة بمسؤوليّتها :
عقد الإمام عليهالسلام في مكة مؤتمراً سياسيّاً عامّاً دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ من المهاجرين والأنصار والتابعين وغيرهم من سائر المسلمين ، فانبرى عليهالسلام خطيباً فيهم ، وتحدّث عمّا ألمّ بعترة النبيّ صلىاللهعليهوآله وشيعتهم من المحن والإحن التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه من الإجراءات المشدّدة في إخفاء فضائلهم ، وستر ما اُثر عن الرّسول صلىاللهعليهوآله في حقّهم ، وألزم الحاضرين بإذاعة ذلك بين المسلمين، وفيما يلي ما رواه سليم بن قيس عن هذا المؤتمر ، ونصّ خطاب الإمام عليهالسلام ، حيث قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحسين بن عليّ ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ومَنْ حجّ من الأنصار ممّن