١ ـ تواضعه عليهالسلام :
جُبل أبو عبد الله الحسين عليهالسلام على التواضع ومجافاة الأنانية ، وهو صاحب النّسب الرفيع ، والشّرف العالي ، والمنزلة الخصيصة لدى الرّسول صلىاللهعليهوآله ، فكان عليهالسلام يعيش في الاُمّة لا يأنف من فقيرها ، ولا يترفّع على ضعيفها ، ولا يتكبّر على أحد فيها.
يقتدي بجدّه العظيم المبعوث رحمةً للعالمين ، يبتغي بذلك رضا الله وتربية الاُمّة ، وقد نُقلت عنه عليهالسلام مواقف كثيرة تعامل فيها مع سائر المسلمين بكلّ تواضع ، مظهراً سماحة الرسالة ولطف شخصيّته الكريمة ، ومن ذلك :
إنّه عليهالسلام قد مرّ بمساكين وهم يأكلون كسراً (خبزاً يابساً) على كساء ، فسلّم عليهم ، فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم ، وقال : «لولا أنّه صدقة لأكلت معكم». ثمّ قال : «قوموا إلى منزلي» ، فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.
وروي : أنّه عليهالسلام مرّ بمساكين يأكلون في الصُّفَة ، فقالوا : الغداء. فقال عليهالسلام : «إنّ الله لا يُحبّ المتكبّرين». فجلس وتغدّى معهم ، ثمّ قال لهم : «قد أجبتكم فأجيبوني». قالوا : نعم. فمضى بهم إلى منزله وقال لزوجته : «أخرجي ما كنتِ تدّخرين» (١).
٢ ـ حلمه وعفوه عليهالسلام :
تأدّب الحسين السّبط عليهالسلام بآداب النبوّة ، وحمل روح جدّه الرّسول الأعظم صلىاللهعليهوآله يوم عفا عمّن حاربه ووقف ضد الرسالة الإسلاميّة ، لقد كان قلبه يتّسع لكلّ النّاس ، وكان حريصاً على هدايتهم متغاضياً في هذا السبيل
__________________
(١) أعيان الشيعة ١ / ٥٨٠ ، تأريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام ح ١٩٦ ، وتفسير البرهان ٢ / ٣٦٣.