الفصل الثالث
مظاهر من شخصية الإمام الحسين عليهالسلام
ولد الإمام الحسين بن عليّ عليهماالسلام في بيت كان محطّ الملائكة ومهبط التنزيل ، في بقعة طاهرة تتصل بالسّماء طوال يومها بلا انقطاع ، وتتناغم مع أنفاسه آيات القرآن التي تُتلى آناء الليل والنهار ، وترعرع بين شخصيّات مقدّسة تجلّلت بآيات الله ، ونهل من نمير الرسالة عذب الارتباط مع الخالق ، وصاغ لبنات شخصيته نبي الرحمة صلىاللهعليهوآله بفيض مكارم أخلاقه وعظمة روحه. فكان الحسين عليهالسلام صورة لمحمّد صلىاللهعليهوآله في اُمتّه ، يتحرّك فيها على هدى القرآن ، ويتحدّث بفكر الرسالة ، ويسير على خُطى جدّه العظيم ليبيّن مكارم الأخلاق ، ويرعى للاُمّة شؤونها ، ولا يغفل عن هدايتها ونصحها ونصرتها، جاعلاً من نفسه المقدّسة اُنموذجاً حيّاً لما أرادته الرسالة والرسول ؛ فكان عليهالسلام نور هدىً للضالّين ، وسلسبيلاً عذباً للراغبين ، وعماداً يستند إليه المؤمنون ، وحجّة يركن إليها الصّالحون ، وفيصل حقّ إذ يتخاصم المسلمون ، وسيف عدل يغضب لله ويثور من أجل الله ، وحين نهض كان بيده مشعل الرسالة الذي حمله جدّه النبي صلىاللهعليهوآله يدافع عن دينه ورسالته العظيمة.
ومن الإمعان في شخصيّة الإمام الحسين عليهالسلام الفذّة نتلمّس المظاهر التالية :