(٣٩)
درّة نجفيّة
في نضح الماء للجهات الأربع لمن لم يجد ماء كافيا لغسله
روى الشيخ قدسسره في (التهذيب) في الصحيح عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن الرجل يصيب الماء في ساقية ، أو مستنقع أيغتسل منه للجنابة ، أو يتوضأ منه للصلاة إذا كان لا يجد غيره ، والماء لا يبلغ صاعا للجنابة ، ولا مدّا للوضوء ، وهو متفرق؟ فكيف يصنع به ، وهو يتخوف أن يكون السباع قد شربت منه؟ فقال : «إذا كانت يده نظيفة ، فليأخذ كفّا من الماء بيد واحدة فلينضحه خلفه ، وكفّا [عن] أمامه ، وكفّا عن يمينه وكفّا عن شماله ، فإن خشي ألّا يكفيه غسل رأسه ثلاث مرات ، ثم مسح جلده بيده ، فإن ذلك يجزيه.
وإن كان الوضوء ، غسل وجهه ومسح يده على ذراعيه ورأسه ورجليه ، وإن كان الماء متفرّقا فقدر أن يجمعه ، وإلّا اغتسل من هذا وهذا ، فإن كان في مكان واحد وهو قليل لا يكفيه لغسله فلا عليه أن يغتسل ويرجع الماء فيه فان ذلك يجزيه» (١).
أقول : هذا الخبر من مشكلات (٢) الأخبار ومعضلات الآثار ، وقد تكلم فيه جملة من علمائنا الأبرار ـ رفع الله أقدارهم في دار القرار ـ فرأينا في هذا الكتاب بسط (٣) الكلام فيه وإردافه بما يكشف عن باطنه وخافيه ، فنقول : الكلام
__________________
(١) تهذيب الأحكام ١ : ٤١٦ ـ ٤١٧ / ١٣١٥.
(٢) من «ح» ، وفي «ق» : المشكلات.
(٣) قوله : الكتاب بسط ، من «ح».