(٣٢)
درّة نجفيّة
في مراتب المعرفة
قد نقل غير واحد (١) من علمائنا ـ رضوان الله عليهم ـ منهم شيخنا البهائي قدسسره في كتاب (الأربعين) عن المحقّق الطوسي ـ عطر الله مرقده ـ أنه قال : (إن مراتب معرفة الله ، مثل مراتب معرفة النار مثلا ، فإن أدناها من سمع أن في الوجود شيئا يعدم كل شيء يلاقيه ، ويظهر أثره في كلّ شيء يحاذيه ، وأي شيء أخذ منه لم ينقص منه شيء. ويسمّى ذلك الموجود (٢) نارا. ونظير هذه المرتبة في معرفة الله معرفة المقلّدين الذين صدّقوا بالدين من غير وقوف على الحجة.
وأعلى منها مرتبة من وصل إليه دخان النار ، وعلم أنه لا بدّ له من مؤثر ، فحكم بذات له أثر ، هو الدخان. ونظير هذه المرتبة في معرفة الله سبحانه وتعالى معرفة أهل النظر والاستدلال الذين حكموا بالبراهين القاطعة على وجود الصانع.
وأعلى منها من أحس بحرارة النار بسبب مجاورتها ، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلك الأثر. ونظير هذه [المرتبة] (٣) في معرفة الله معرفة المؤمنين
__________________
(١) عين الحياة ١ : ٨٦ ـ ٨٧ ، الفوائد الطوسية : ٣٠٥ / الفائدة : ٧١ ، مجمع البحرين ٥ : ٩٦ ـ ٩٧ ـ عرف.
(٢) من «ح» والمصدر ، وفي «ق» : الوجود.
(٣) من المصدر ، وفي النسختين : المعرفة.