(٣٧)
درّة نجفيّة
في تقسيم الأحاديث
قد صرّح جملة من أصحابنا المتأخّرين (١) بأن الأصل في تنويع الحديث إلى الأنواع الأربعة المشهورة هو العلّامة ، أو شيخه جمال الدين أحمد بن طاوس ـ نوّر الله تعالى مرقديهما ـ وأما المتقدمون ، فالأخبار عندهم كلّها صحيحة إلّا ما نبهوا على ضعفه ، والصحيح عندهم ليس باعتبار السند ، بل هو عبارة عما اعتضد بما يوجب الاعتماد عليه من القرائن والأمارات التي ذكرها الشيخ قدسسره في كتاب (العدة) (٢).
وعلى هذا جملة من أصحابنا المحدّثين (٣) ، وطائفة من متأخري متأخري (٤) المجتهدين ، كشيخنا المجلسي (٥) ـ رحمهالله تعالى ـ وجملة ممن تأخر عنه. وقد اتّسع خرق الخلاف بين المجتهدين من أصحابنا والأخباريين في جمل عديدة من مسائل الاصول الفقهية ، وبسط كل من علماء الفريقين لسان التشنيع على الأخر بما لا ينبغي التعرض له بالكلية.
والحق الحقيق بالاتّباع ما سلكه طائفة من متأخّري المتأخّرين كشيخنا
__________________
(١) منتقى الجمان ١ : ١٤ ، مشرق الشمسين : ٣١ ـ ٣٢ ، وسائل الشيعة ٣٠ : ٢٦٢.
(٢) العدة في اصول الفقه ١ : ١٤٣ ـ ١٥٥.
(٣) الوافي ١ : ٢٢ ـ ٢٤.
(٤) ليست في «ح».
(٥) ملاذ الأخيار ١ : ٢٥ ـ ٢٧.