(٣٣)
درّة نجفيّة
هل يقدم دليل العقل على دليل النقل؟
قد اشتهر بين أكثر أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ الاعتماد على الأدلة العقلية في الاصول والفروع ، وترجيحها على الأدلة النقلية ؛ ولذا تراهم في الاصولين متى تعارض الدليل العقلي والسمعي ، قدّموا الأول واعتمدوا عليه وتأولوا الثاني بما يرجع إليه وإلّا اطّرحوه بالكلية.
وفي كتبهم الاستدلالية في الفروع الفقهية أول ما يبدءون في الاستدلال بالدليل العقلي ، ثم ينقلون الدليل السمعي مؤيدا له. ومن ثم قدم أكثرهم العمل بالبراءة الأصليّة والاستصحاب ونحوهما من الأدلة العقلية على الأخبار الضعيفة باصطلاحهم بل الموثّقة.
قال المحقق ـ رضوان الله عليه ـ في بعض مصنّفاته في مسألة جواز إزالة الخبث بالمائع وعدمه ـ حيث إن السيد المرتضى رضياللهعنه اختار الطهارة من الخبث به ، ونسب ذلك إلى مذهبنا ، مؤذنا بدعوى الإجماع عليه ـ ما صورته : (أما علم الهدى فإنه ذكر في (الخلاف) (١) أنه إنما أضاف ذلك إلى المذهب ؛ لأن من أصلنا
__________________
(١) هو كتاب الخلاف في اصول الفقه ، ذكره النجاشي : ٢٧١ / ٧٠٨.