بل تعدّى عنه إلى غيره ، فهو ممّا يفتي به ويقول بمضمونه.
وقال قدسسره في كتاب (عيون أخبار الرضا) ـ بعد نقل حديث في سنده محمّد بن عبد الله المسمعي ما صورته : (قال مصنّف هذا الكتاب : كان شيخنا محمّد بن الحسن سيّئ الرأي في محمّد بن عبد الله المسمعي راوي هذا الحديث ، وإنّما أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب ؛ لأنّه كان في كتاب (الرحمة) ، وقد قرأته عليه فلم ينكره ، ورواه لي) (١).
وهذا الكلام ـ كما ترى ـ صريح الدلالة في أنه لا يخرج شيئا من الأخبار في كتبه إلّا وهو صحيح عنده ، لا يعتريه في صحّته شكّ ولا ريب ، ومتى كان ليس كذلك نبّه عليه ذيل الخبر.
وقال في كتاب (من لا يحضره الفقيه) في باب ما يجب على من أفطر ، أو جامع في شهر رمضان ـ بعد أن أورد خبرا يتضمّن أن من جامع امرأته وهو صائم وهي صائمة أنه إن كان أكرهها فعليه كفارتان وإن كانت طاوعته فعليه كفارة ـ ما صورته : (قال مصنّف هذا الكتاب : لم أجد ذلك في شيء من الاصول ، وإنّما تفرد بروايته علي بن إبراهيم بن هاشم) (٢).
وقال في كتاب (الغيبة) ـ بعد أن أورد حديثا عن أحمد بن زياد ـ : (قال مصنّف هذا الكتاب رضياللهعنه : لم أسمع هذا الحديث إلّا عن أحمد بن زياد بعد (٣) منصرفي من حجّ بيت الله الحرام ، وكان رجلا ثقة ديّنا) (٤) إلى آخره.
وقال في الكتاب المذكور ـ بعد نقل حديث عن علي بن عبد الله الورّاق ـ : (قال مصنّف هذا الكتاب : لم أسمع هذا الحديث إلّا عن عليّ بن عبد الله الورّاق ،
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢١ ـ ٢٢ / ب ٣٠ ، ح ٤٥.
(٢) الفقيه ٢ : ٧٣ / ٣١٣.
(٣) في المصدر : عند.
(٤) كمال الدين : ٣٦٩ / ذيل الحديث : ٦.