أضف إلى ذلك مجموعة الأحاديث التي نستشفُّ منها بوضوح دلائل العصمة ، وحسبك في ذلك حديث الثقلين (١) ، بعد أن ثبتت صحّته لدى جمهور المسلمين سنَّةً وشيعةً.
قال : هذا الحديث لا يدلُّ على العصمة ، فهو فقط يخبرنا بالرجوع لأهل البيت عليهمالسلام.
قلت : بل الحديث أوضح من أن يبحث فيه عن العصمة ؛ إذ أن صحّة الحديث يؤكِّد عصمتهم ، وإليك البيان ، وسألته : ما قولك في القرآن؟
قال : ماذا تقصد؟!
قلت : هل يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه؟
قال : لا.
قلت : إن اقتران أهل البيت عليهمالسلام بالكتاب ، والتصريح بعدم الافتراق عنه يدلُّ على عصمتهم ؛ إذ أن صدور أيِّ مخالفة للشريعة منهم سواء كان عمداً أم سهواً أم غفلة يعتبر افتراقاً عن القرآن ، لو قلنا بأنهم يفترقون عنه ولو للحظة فهذا تكذيب للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي أخبر عن الله عزَّوجلَّ بعدم وقوع الافتراق ، وتجويز الكذب على النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم متعمِّداً مناف لعصمته حتى في مجال التبليغ ، وقد أكَّد على الحديث في أكثر من موضع.
__________________
أَهْلَ الْبَيْتِ ) قالت : فأرسل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣/١٤٦.
١ ـ تقدَّم مع تخريجاته.