يقول صديقي : فلمّا صدمتهُ الحقيقة أمام المصلّين الذين يستمعون لدروسه ، أغلق الكتب وأرجعها إليّ قائلا : هذه خاصة برسول الله صلىاللهعليهوآله ، وحتى تصبح أنت رسول الله فبإمكانك أن تصلّيها.
يقول هذا الصديق : فعرفتُ أنّه جاهل متعصّبُ ، وأقسمتُ من يومها أن لا أصلّي خلفَهُ ، بعد ذلك طلبتُ من صديقي بأن يرجع إليه ليُطلِعَه على أنّ ابن عبّاس كان يصلّي تلك الصلاة ، وكذلك أنس بن مالك ، وكثير من الصحابة ، فلماذا يريد هو تخصيصها برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو لم يكن لنا في رسول الله أسوةٌ حسنة؟ ولكنّ صديقي اعتذر لي قَائلا : لا داعي لذلك ، وإنّه لا يقتنع ولو جاءه رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وإنّه والحمد لله بعد أن عرف كثيرٌ من الشباب هذه الحقيقة ، وهي الجمع بين الصلاتين ، رجع أغلبهم إلى الصّلاة بعد تركها ، لأنهم كانوا يُعانُونَ من فوات الصلاة في وقتها ، ويجمعون الأوقات الأربعة في اللّيل فتملّ قلوبهم ، وأدركوا الحكمة في الجمع بين الفريضتين ، لأن كل الموظفين والطلبة وعامة الناس يقدرون على أداء الصلوات في أوقاتها وهم مطمئنُّون ، وفهموا قول الرسول صلىاللهعليهوآله ، كي لا أحرج أمّتي (١) (٢).
__________________
١ ـ روى الطبراني في المعجم الأوسط : ٤/٢٥٢ بإسناده عن عبدالله بن مسعود قال : جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الأولى والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، فقيل له في ذلك ، فقال : صنعت هذا لكي لا تحرج أمتي.
٢ ـ مع الصادقين ، الدكتور التيجاني : ٢١٠ ـ ٢١٥.