طالب ، وأولاده الأحد عشر (١) ، وغيرها من الآيات الدالّة على ذلك ، فبعضها نصٌّ في الأمر ، وبعضها ظاهر الدلالة ، ويمكنك أن تراجع في ذلك كتاب ابن حجر ( الصواعق المحرقة ) باب ما نزل في أهل البيت عليهمالسلام من القرآن (٢).
وبعدما وضعت لاقطة الصوت وانصرفت ، لم يعقّب الوهابي المتحدِّث على كلامي ولوبنصف كلمة ، وبينما هو في سكوته رفع أحد إخواننا يده ـ وهو طالب في الجامعة ـ فأذن له المحاضر ، وكان يظنُّ أنه وهابي أتى لنجدته.
وبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال : لي نقطة ، أودّ أن أقرّها قبل أن أورد ملاحظاتي على الشيخ ، وهي عندما يتحدَّث الشيخ عن السودان ، وكأنه مستعمرة لمحمّدبن عبد الوهاب ، وأنّ دخول التشيُّع يُعدُّ أمراً شاذّاً إلى هذا البلد الطيِّب ، وأقول له من باب ردَّ الحجر من حيث أتى : وأنت من الذي أدخلك إلى السودان ، فهل تظنُّه مقاطعة من صحارى نجد؟! إن السودان بلد فطر على حبّ
__________________
١ ـ روى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة : ١٠٤ ، منشورات مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، و٣/٢٨٩ ط. أسوة عام ١٤١٦ ، قال ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقاً أن الخلفاء من بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ، وفي البخاري من ثلاثة طرق ، وفي مسلم من تسعة طرق ، وفي أبي داود من ثلاثة طرق ، وفي الترمذي من طريق واحد ، وفي الحميدي من ثلاثة طرق. ففي البخاري عن جابر رفعه : يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها ، فسألت أبي : ماذا قال؟ قال : قال كلهم من قريش ، وفي مسلم عن عامر بن سعد ، قال : كتبتُ إلى ابن سمرة : أخبرني بشيء سمعته من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتبت إليَّ : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
٢ ـ ص ٢٢٠.