والمستحبات في العبادات والمعاملات لا تحصى لكثرتها ، والمسلم يثاب على فعلها ولا يعاقب على تركها ، وقد ورد على سبيل المثال أنه يذكر استحباباً بعد شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله ، بأن يقول المسلم : وأشهد أن الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، وأن الله يبعث من في القبور (١).
قلت : إنّ علماءنا علّمونا : أنّ أفضل الخلفاء على التحقيق سيدنا أبو بكر الصديق ، ثم سيدنا عمر الفاروق ، ثم سيدنا عثمان ، ثم سيدنا علي عليهالسلام؟
سكت السيد قليلا ، ثمّ أجابني : لهم أن يقولوا ما يشاؤون ، ولكن هيهات أن يثبتوا ذلك بالأدلّة الشرعيّة ، ثم أن هذا القول يخالف صريح ما ورد في كتبهم الصحيحة المعتبرة ، فقد جاء فيها ، أنّ أفضل الناس أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ولا وجود لعلي عليهالسلام بل جعلوه من سوقة الناس ، وإنّما ذكره المتأخّرون استحباباً لذكر الخلفاء الراشدين (٢).
__________________
الناجية ، فهي إذن أمر مرغوب فيه شرعاً ، وراجح قطعاً في الأذان وغيره ، وإن كان الإتيان بها فيه بقصد الجزئية بدعة باطلة ، وتشريعاً محرماً حسبما عرفت.
١ ـ جاء ذكر هذه الكلمات في روايات أهل البيت عليهمالسلام بعد ذكر الشهادتين ( بتفاوت ) ـ على سبيل المثال ـ كما في التشهد والوصية والعتق ، راجع وسائل الشيعة : ج ٤ ص ٦٨٢ ، ( ب ١ من أبواب أفعال الصلاة ح ١١ ) ، وص ٩٨٩ ( ب ٣ من أبواب التشهد ح ٢ ) ، و ج ١٣ ص ٣٥٣ ( ب ٣ من أحكام الوصايا ح ١ ) ، وج ١٦ ص ١٠ ( ب ٦ من أبواب العتق ح ٢ ).
٢ ـ فانظر كيف جعلوا خليفة رسول الله 6 علياً أميرالمؤمنين عليهالسلام واحداً كسائر الناس لا فضل له عليهم ، وهو الذي نصبه رسول الله 6 عليهم خليفة وإماماً يوم غدير خم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .. ، وقال في حقه : أنا مدينة العلم وعلي بابها .. وسد كل الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب علي عليهالسلام ، قال أحمد بن حنبل : ما جاء في أحد من الفضائل ما جاء في علي عليهالسلام ، وقال النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابه بالأحاديث الحسان ما ورد في حق علي ( فيض القدير ، المناوي :