( إنّما ) شاهدةٌ على ذلك ، وهذا بالإضافة لتأكيدات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على تعضيد هذا المعنى ، كما في حديث الثقلين : إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي تاركٌ فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا بم تخلِّفوني فيهما ، ومن المعلوم أنّ القرآن معصوم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأهل البيت متلازمون معه إلى الحوض ، فإن كان يأتيهم الباطل كانوا حتماً يفترقون عن القرآن ، وهذا ما أكَّد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلمعلى عدمه بـ ( لن ) التي تفيد التأبيد ( لن يفترقا ) وغيره من النصوص الدالّة على ذلك مثل قوله : عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ ، يدور معه حيثما دار (١).
وبذلك تكون الآية نصّاً في ولاية أهل البيت عليهمالسلام ، وعلى رأسهم عليٌّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فيكون معنى الآية : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وعليَّ بن أبي
__________________
١ ـ روى الخطيب البغدادي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً عليهالسلام وقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : علي مع الحق ، والحق مع علي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض يوم القيامة.
( تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : ١٤/٣٢٢ ، رقم : ٧٦٤٣ تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢/٤٤٩ ).
وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : علي مع الحق والحق معه.
( مناقب أميرالمؤمنين 7 ، الكوفي : ١/٢٩٧ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٧/٢٣٥ ) وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢/٢٩٧ عن تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي وقد أيدهم ، قالوا جميعاً : قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال علي مع الحق ، والحق مع علي ، يدور حيثما دار.
وجاء في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري : ١/٩٨ قال : وأتى محمّد بن أبي بكر فدخل على أخته عائشة ـ يعني في حرب الجمل لما خرجت على أميرالمؤمنين 7 ـ قال لها : أما سمعت رسول 6 يقول : علي مع الحق ، والحق مع علي؟ ثم خرجت تقاتلينه بدم عثمان!؟