وهذا الحديث جعل علماء أهل السنة يعيشون في تخبُّط ومشكلة كبيرة لن يخرجوا منها ، ولن يجدوا لها حلاًّ إلاَّ عند أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وهم الشيعة المعروفون بـ : الاثني عشريَّة ... ولقد حاول البعض أن يجد تفسيراً معقولا للحديث على أرض الواقع ، فمنهم من عدَّ أبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً عليهالسلام وتوقَّف ، ومنهم من زاد عليهم الحسن بن علي عليهماالسلام ثمَّ تحيَّر ، وبعضهم أضاف إليهم معاوية وبني أمية فلم يوفَّق لضبط العدد ، وآخر أصبح انتقائيّاً يختار كما يتراءى له ... وهكذا.
والأمر لا غموض فيه ولا لبس عند شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، ذلك بعد أن علمنا حقَّهم في الولاية والخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليس من المعقول أن يخرج هذا العدد خارج دائرتهم ، وقد جاء في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ، الباب ( ٩٤ ) عن المناقب ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا جابر! إن أوصيائي وأئمّة المسلمين من بعدي أوَّلهم عليٌّ ، ثمَّ الحسن ، ثمَّ الحسين ، ثمَّ علي بن الحسين ، ثمَّ محمّد بن علي المعروف بالباقر ، ستدركه يا جابر! فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام ، ثمَّ جعفر بن محمّد ، ثمَّ موسى بن جعفر ، ثمَّ عليُّ بن موسى ، ثمَّ محمّد بن علي ، ثمَّ علي بن محمّد ، ثمَّ الحسن بن علي ، ثمَّ القائم ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، محمّد بن الحسن بن علي المهدي ، ذلك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها.
أمَّا النصوص الواردة من مصادر الشيعة عن طريق أهل البيت عليهمالسلام فهي متواترة وواضحة بخصوص هذا الشأن ، ولم يدّع أحد من الأمَّة أنه أحد الأئمة الاثني عشر كما قال أهل البيت عليهمالسلام عن أنفسهم ... (١).
__________________
١ ـ بنور فاطمة عليهاالسلام اهتديت ، عبد المنعم حسن : ١٤٧ ـ ١٤٩.