حقيق بالخلافة ، ولو صحت لادعاها يوم السقيفة لنفسه لكنها لم تكن آنذاك بل وُجدت أيام الطاغية معاوية لمّا صار الحديث متبحرا.
ثم حديث الجماعة جاء عن ابنته عائشة فقط ، ولا تنسى لما سمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تكبيرة الصلاة قال : من يؤم الجماعة؟ فقالوا : أبو بكر. قال : احملوني ، فحملوه بأبي وأمي مُعصبا مدثّرا يتهادى بين رجلين على عليهالسلام والفضل حتى دخل المسجد ، فعزل أبا بكر وأمّ الجماعة بنفسه ، ولم يدعْ أبا بكر يكمل الصلاة ، فلو كانت صلاة أبي بكر بإذن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو برضاه فلماذا خرج بنفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مريض وأمّ القوم؟ (١)
والعجب كلّ العجب من إخواننا أنهم يقيمون الحجة بهذه الأشيأ التي لا تنهض بالدليل ، ويتناسون ما ورد في على عليهالسلام من الأدلة التي لا يمكن عدها ، كحديث يوم الإنذار إذ جمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عشيرته الأقربين بأمر من اللّه : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ ) (٢) ، فجمعهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانوا آنذاك أربعين رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون ، ووضع لهم طعاما يكفي الواحد منهم فأكلوا جميعهم حتى شبعوا وبعد أن فرغوا. قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بني هاشم من منكم يؤازرني على أمري هذا فلم يجبه أحد. فقال علي عليهالسلام : أنا يا رسول اللّه اؤازرك ، قالها ثلاثا ، وفي كلّ مرة يجيب علىُّ أنا يا رسول اللّه ، فأخذ برقبته وقال : أنت وصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا (٣).
__________________
١ ـ راجع : الفصول المختارة ، الشيخ المفيد : ١٢٦ ـ ١٢٨ ، الإرشاد ، الشيخ المفيد : ١/١٨٣ ، الصراط المستقيم ، الشيخ علي بن يونس العاملي : ٣/١٣٣ ـ ١٣٤ ، السقيفة ، الشيخ محمّد رضا المظفر : ٥٤ ـ ٥٩.
٢ ـ سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.
٣ ـ سوف يأتي الحديث مع تخريجاته في المناظرة التالية.