وأنهم فور موته يحدثون حدثاً.
إذن ، فلابد أن يكون قد وضع للخلافة حلاًّ لها ، يوقف من تدعوه نفسه إلى الخلافة ، ولا يخفى عليه أمر أصحابه ، إذ أنه قد سبرهم ، وعرف المستقيم منهم والملتوي ، وهو القائل لهم : ستتبعون سنن من قبلكم شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه (١) ، وكان شيخنا العلامة الشيخ ( أحمد أفندي الطويل الأنطاكي ) يرويه لنا في أثناء الدرس ، وعلى المنبر ، ويقول في ختام الحديث : ولو جامع أحدهم امرأته في السوق لفعلتموه!! وهو القائل : من لم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية (٢) أي كفر.
إذن ، فلابد أن يضع للخلافة حلاًّ يوقفهم عند حدِّهم ، ونحن ما دمنا نعتقد أنه نبيٌّ مرسل من الله ، ويعلم أنه الذي ختم الرسل ، وأن رسالته مستمرة إلى آخر الدنيا ، فلا يبقى له أن يترك أمّته فوضى مع علمه أنها ستفترق إلى ثلاث وسبعين
__________________
عن علي عليهالسلام قال : مما عهد إليَّ النبي 6 أن الأمة ستغدر بك من بعدي.
وراجع الحديث في المصادر الآتية : شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٤/١٠٧ و٢٠/٣٢٦ ح ٧٣٤ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢/٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، تذكرة الحفاظ ، الذهبي : ٣/٩٩٥ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٦/٢٤٤.
ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين : ٣/١٤٢ عن حيان الأسدي قال : سمعت علياً عليهالسلام يقول : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الاُمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي.
ورواه عنه كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١/٢٩٧ ح ٣١٥٦٢.
١ ـ صحيح البخاري : ٤/١٤٤ ـ ١٤٥ و٨/١٥١ ، صحيح مسلم : ٨/٥٧ ، صحيح ابن حبان : ١٥/٩٥ ، مسند أحمد بن حنبل : ٢/٣٢٧ و٥١١ ، المستدرك ، الحاكم : ٤/٤٥٥ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٧/٢٦١.
٢ ـ راجع : شرح النهج لابن أبي الحديد : ٩/١٥٥ و١٣/٢٤٢. وسوف يأتي الحديث نفسه أيضاً مع مصادر أخرى.