المسلمين ، وحمل الناس على ذلك بالقهر والقوة (١).
فكانت شيعته واتباعه ـ رضي الله عنهم ـ يشهدون أنّه وليّ الله ، ولا يمكن للمسلم أن يسبّ وليّ الله ، وذلك تحدّياً منهم للسلطة الغاشمة حتى تكون العزّة لله ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وللمؤمنين ، وحتى تكون حافزاً تأريخياً لكلّ المسلمين عبر الأجيال فيعرفون حقيقة علي عليهالسلام وباطل أعدائه.
ودأب فقهاؤنا على الشهادة لعلي عليهالسلام بالولاية في الأذان والإقامة استحباباً ، لا بنيّة أنها جزء من الأذان أو الإقامة ، فإذا نوى المؤذّن أو المقيم أنّها جزء بطل أذانه وإقامته (٢).
__________________
١ ـ جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١١/٤٤ قال : روى أبو الحسن المدايني في كتاب ( الأحداث ) قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كل كورة ، وعلى كل منبر يلعنون علياً عليهالسلام ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشد الناس بلاءً حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي عليهالسلام .. الخ.
قال عامر بن عبدالله بن الزبير لما سمع ابنا له يتنقص علياً عليهالسلام : يا بني إياك والعودة إلى ذلك ، فإن بني مروان شتموه ستين سنة ، فلم يزده بذلك إلاّ رفعة ، وإن الدين لم يبن شيئاً فهدمته الدنيا ، وإن الدنيا لم تبنِ شيئاً إلاّ عادت على ما بنت فهدمته.
راجع : الجوهرة في نسب الإمام علي وآله : ، البري : ٩٤ ـ ٩٥ ، المحاسن والمساوئ ، البيهقي : ٥٥.
وجاء في رواية الثقفي : فإن بني أميه لعنوه على منابرهم ثمانين سنة ، فلم يزده الله بذلك إلاّ رفعة. شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٣/٢٢١.
٢ ـ قال السيد الخوئي 1 في كتاب الصلاة من التقرير الشريف : ٢/٢٨٨ : لا شبهة في رجحان الشهادة الثالثة في نفسها بعد أن كانت الولاية من متممات الرسالة ، ومقومات الإيمان ، ومن كمال الدين بمقتضى قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) بل من الخمس التي بني عليها الإسلام ، ولا سيما وقد أصبحت في هذه الأعصار من أجلى أنحاء الشعائر ، وأبرز رموز التشيع ، وشعائر مذهب الفرقة