سألته بعد ذلك عن التربة التي يسجدون عليها والتي يسمّونها بـ « التربة الحسينية ».
أجاب قائلا : يجب أن يُعرف قبل كلّ شيء أننا نسجد على التراب ، ولا نسجد للتراب ، كما يتوهّم البعض الذين يشهّرون بالشيعة ، فالسجود هو لله سبحانه وتعالى وحده ، والثابت عندنا وعند أهل السنّة أيضاً أن أفضل السجود على الأرض أو ما أنبتت الأرض من غير المأكول ، ولا يصحّ السجود على غير ذلك ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يفترش التراب وقد اتخذ له خمرة من التراب والقش يسجد عليها ، وعلّم أصحابه فكانوا يسجدون على الأرض ، وعلى الحصى ، ونهاهم أن يسجد أحدهم على طرف ثوبه ، وهذا من المعلومات بالضرورة عندنا.
وقد اتّخذ الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسينعليهماالسلامتربة
__________________
٤٦٨ ).
فمع كل هذه النصوص الدالة على إمامته وولايته عليهم ، غصبوه حقه في الخلافة ، وفضلوا غيره عليه ، وجعلوه واحداً من سائر الناس لا فضل له عليهم ، فإنا لله وانا إليه راجعون ، وإليك هنا كلام ابن عمر الصريح في ظلامة أميرالمؤمنين عليهالسلام ، روى أبو علي الموصلي في مسنده : ٩/٤٥٤ ح ٥٦٠٢ ، وابن عساكر أيضاً في تأريخ دمشق : ٣٩/١٦٦ عن ابن عمر قال : كان رسول الله 6 ولا نعدل به أحداً ، ثم نقول : خير الناس أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ثم لا نفاضل.
أقول : فأين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، فلم يذكروه بالفضل حتى بعد عثمان..؟! وفي رواية ابن عساكر بعد ذكر عثمان قال : ثم لم نبال من قدمنا أو أخرنا؟! وهذا صريح في استقصاء أميرالمؤمنين عليهالسلام وتجاهله وجحده حقه ، وإنكار فضله على سائر الخلق بعد رسول الله 6.