لكن لا بدّ من ملاحظة الجميع ، والتأمّل التام فيها ، بل لم يوجد إطلاق الثلاثة على الفاسق المذكور.
ولو وجد ففي غاية الندرة ، والعبرة بالشائع ، واصطلاح المتكلّمين لا دخل له في الأخبار.
مع أنّ المفيد رحمهالله ، بل ربّما كان غيره أيضا قالوا بدخول العمل بالأركان أيضا فيه (١) ، وهو الظاهر من غير واحد من الأخبار ، مثل ما كتبه الرضا عليهالسلام للمأمون : من أنّ «الإيمان أداء الفرائض واجتناب المحارم ، وهو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان» (٢).
وقال عليهالسلام في موضع آخر منه : «الإسلام غير الإيمان ، وكلّ مؤمن مسلم ، وليس كلّ مسلم مؤمنا ، ولا يسرق السارق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، وأصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون ولا كافرون ، وإنّ الله لا يدخل النار مؤمنا ـ إلى أن قال ـ : لم يبعث مع المؤمنين ولا منهم من مات ووجبت له النار بنفاق ، أو فسق أو كبيرة من الكبائر» (٣). إلى آخر ما قال عليهالسلام ، ولاحظ سائر الأخبار!
هذا مع أنّ الأصل صحّة أفعال المسلم ، ووجوب حملها على الصحّة ، فمثل المؤمن والعارف وغيرهما الوارد في الأخبار للزكاة ، لعلّه داخل في هذا الأصل ، فتأمّل جدّا!
وكيف كان ؛ لا ترفع اليد إليه عمّا ذكرنا ، لوجوب النهي عن المنكر والردع
__________________
(١) نقل عنه في مناهج اليقين : ٣٦٧ ، بحار الأنوار : ٦٦ / ١٣٠ ـ ١٣٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٣٣ ، تحف العقول : ٤٢١ و ٤٢٢.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٣٣ ، تحف العقول : ٤٢١.