صاع من الغلّات المزبورة تعطيها عن نفسك وعمّن يعول ، فكما أنّ الصاع منها داخل في تعريف الفطرة ، فكذا كونه عمّن يعول ، فتدبّر!
مع أنّ الأصل براءة الذمّة والأصل عدم الوجوب إلّا ما ثبت ، ولم يثبت أزيد ممّا ذكره ، ويعضده أيضا عدم التعرّض لذكر خصوص الضيف في أخبار كثيرة ، بل اقتصروا عليهمالسلام على ذكر العيال ، كما هو الحال في غير الضيف أيضا ، كما لا يخفى.
وقال المرتضى رحمهالله في «الانتصار» : ممّا انفردت به الإماميّة : القول بأنّ من أضاف غيره طول شهر رمضان يجب عليه إخراج الفطرة عنه (١).
وقال الشيخ في «الخلاف» : روى أصحابنا : من أضاف إنسانا طول شهر رمضان ، وتكفّل بعيلولته ، لزمته فطرته (٢).
لكن نقل عن المفيد : أنّ المعتبر النصف الأخير من الشهر (٣).
واجتزأ ابن إدريس ليلتين من آخره (٤) ، واختاره في «المختلف» (٥).
واعتبر في «التذكرة» آخر ليلة من الشهر بحيث يهلّ شوّال وهو في ضيافته (٦).
ونقل في «التذكرة» عن جماعة من الأصحاب الاكتفاء بالعشر الأواخر ، وكذلك نقل في «المعتبر» (٧).
ونقل أيضا فيه عن جماعة منهم الاكتفاء بآخر جزء من الشهر ، بحيث يهلّ
__________________
(١) الانتصار : ٨٨.
(٢) الخلاف : ٢ / ١٣٣ المسألة ١٦٢.
(٣) نقل عنه في مختلف الشيعة : ٣ / ٢٧٩ ، لاحظ! المقنعة : ٢٦٥.
(٤) السرائر : ١ / ٤٦٦.
(٥) مختلف الشيعة : ٣ / ٢٨٠.
(٦) تذكرة الفقهاء : ٥ / ٣٨٠ المسألة ٢٨٧.
(٧) تذكرة الفقهاء : ٥ / ٣٨٠ المسألة ٢٨٧ ، المعتبر : ٢ / ٦٠٣.