ذاك لا يغني عني من الله يوم القيامة شيئا (١).
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري ، نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا محمد بن خلّاد قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قال لي أبو إسحاق الفزاري أدخلت على هارون فلما رآني رفع رأسه إليّ ثم قال : يا أبا إسحاق إنك في موضع وفي شرف ، فقلت : يا أمير المؤمنين إن ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئا.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : سمعت أبا الفرج الورثاني (٢) يقول : سمعت فاطمة أخت أبي علي الروذباري تقول : سمعت أبا علي الروذباري يقول (٣). كان أربعة في زمانهم : واحد كان لا يقبل من الإخوان ولا من السلطان [شيئا وهو](٤) يوسف بن أسباط ، ورث [من أبيه](٥) سبعين ألف درهم لم يأخذ شيئا ، وكان يعمل الخوص (٦) بيده ، وآخر كان يقبل من الإخوان والسلطان جميعا وهو أبو إسحاق الفزاري فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه في المستورين الذين لا يتحركون ، والذي يأخذ من السلطان كان يخرجه إلى أهل طرسوس ، والثالث كان يأخذ من الإخوان ولا يأخذ من السلطان وهو عبد الله بن المبارك يأخذ من الإخوان ويكافئ عليه ، والرابع كان يأخذ من السلطان ولا يأخذ من الإخوان وهو مخلد بن الحسين ، كان يقول : السلطان لا يمنّ والإخوان يمنّون.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ فيما ناولني إياه وقرأ عليّ إسناده ، وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري (٧) ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، نا محمد بن القاسم
__________________
(١) حلية الأولياء ٨ / ٢٥٣ وفيها : «إنك في موضع من القرب» وسير أعلام النبلاء ٨ / ٥٤٢ وفيها «إنك في موضع وفي شرف» ومثلها في تذكرة الحفاظ ١ / ٢٧٤.
وسترد هذه الرواية في الخبر التالي.
(٢) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى ورثان قال السمعاني : من قرى شيراز فيما أظن. وذكره في الأنساب باسم : عبد الواحد بن بكر الورثاني الصوفي.
(٣) الرسالة القشيرية ص ٢٧٥.
(٤) الزيادة عن الرسالة القشيرية.
(٥) الزيادة عن الرسالة القشيرية.
(٦) الخوص ورق النخيل ، وبائعه الخواص.
(٧) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال نهروان بالعراق ، وترجم له في الأنساب باسم : محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن بكران الجازري.