وشيّد عبد الله إذ كان مثلها |
|
وشدّ بأطناب العلى فتشيّدا |
وشد عليّ في يديه بعروة |
|
وحبلين من مجد أغير وأحصدا |
وكم من غلاء أو علا قد ورثتها |
|
بأحسن ميراث أباك محمدا |
وأنت امرؤ أوفى قريش حمالة |
|
وأكرمها فيها مقاما ومقعدا |
كريم إذا ما أوجب اليوم نائلا |
|
عليه جزيلا بثّ أضعافه غدا |
سعى ناشئا للمكرمات فنالها |
|
وأفرع في وادي العلى ثم أصعدا |
على مأثرات من أبيه وجدّه |
|
فأكرم بذا فرعا وبالأصل محتدا |
وأجرى جوادا يحسر الخيل خلفه |
|
إلى قصبات السّبق مثنى وموحدا |
إذا ساد (١) يوما عدّ من ولد هاشم |
|
أبا ذكره لا يقلب الوجه اسودا |
أغرّ مناقبا بنى المجد بيته |
|
مكان الثّريّا ثم علا فكبّدا |
ومورد أمر لم يجد مصدرا له |
|
أتاك فأصدرت الذي كان أوردا |
وموقد نار لم يجد مطفئا لها |
|
أتاك فأطفأت الذي كان أوقدا |
فلم أر في الأقوام مثلك سيّدا |
|
أهشّ بمعروف وأصدق موعدا |
وأنهض بالعزم الثقيل احتماله |
|
وأعظم إذ لا يرفد الناس مرفدا |
ولو لم يجد للواقفين ببابه |
|
سوى الثوب ألقى ثوبه وتجرّدا |
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان ، نا أبو يعقوب النّخعي ، نا العباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، قال : كان إبراهيم الإمام يقول : الكامل المروءة من أحرز دينه ، ووصل رحمه ، واجتنب ما يلام عليه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلاميّ (٢) ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالوا : أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أبو بكر بن الأنباري ، حدثني أبي ، حدثني أبو عكرمة الضّبّي قال : قدم إبراهيم الإمام المدينة فأتاه قوم فكلموه في حمالة فأجابهم ، فقال له رجل من
__________________
(١) عن المختصر وبالأصل «ساء».
(٢) بالأصل «البقشلان» والمثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى «شلام» وهي قرية من قرى بغداد يقال لها شلام كثيرة البق ، وكان أبو الحسن أو أبوه أو جده نزلها فآذاه البق فيها ، فبقي الاسم عليه. (الأنساب).