فإن تك أحداث المنايا اخترمنه |
|
فقد أعظمت رزءا به وأجلّت |
وإن يك غدر ناله من منافق |
|
فإنّ له العقبى إذا النّعل زلّت |
فصال بنو الشّيخ الوليّ على التي |
|
أصابت جروما منهم فاستملّت |
فقالوا : بإبراهيم ثأرا ، ولم يكن |
|
دما سال يجري في دماء فطلّت |
أمروان أولى بالخلافة منكما |
|
أصيبت إذن يمنى يديّ فشلّت |
وأنتم بنو عمّ النبي ورهطه |
|
فقد سئمت نفسي الحياة وملّت |
فشأن المنايا بعدكم ثم شأنها |
|
وشأني إذا طافت بكم وأظلّت |
وقد كان إبراهيم مولى خلافة |
|
بها خضعت صعر الرّقاب وذلّت |
وأوصى لعبد الله بالعهد بعده |
|
خلافة حقّ لا أمانيّ ضلّت |
فشمّر عبد الله لمّا تجرّدت |
|
لواقح من حرب وحول تجلّت |
فقاد إليها الحالبين فأنهلوا |
|
ظماء إذا صارت إلى الريّ علّت (١) |
خلايا تخلّتها الحروب ولم يكن |
|
خلايا لقاح خلّيت فتخلّت |
فقام ابن عبّاس مقام ابن حرّة |
|
حصان إذا البيض الصوارم سلّت |
أتته الصواحي من معدّ وغيرها |
|
فطنّب ظلا فوقها فاستظلّت |
وشام إليه الراغبون غمامة |
|
عريضا سناها أنشئت فاستهلّت |
جزى الله إبراهيم خير جزائه |
|
وجادت عليه البارقات وظلّت |
وكنّا به حتى مضى لسبيله |
|
كذات العطول (٢) حلّيت فتحلّت |
يعين على الجلّى قريشا بما له |
|
ويحمل عن هلّاكها ما أكلّت |
وكم من كسير الساق لاءم ساقه |
|
بمعروفه حتى استوت واستمرت |
توليتكم لمّا خشيت ضلالة |
|
ألا كلّ نفس (٣) أهلها من تولّت |
__________________
(١) العلل الشربة الثانية ، أو الشرب بعد الشرب تباعا ، والنهل : أول الشرب ، (القاموس).
(٢) العطول بالضم المرأة إذا لم يكن عليها حلي (قاموس).
(٣) في المختصر : كل نعش.