الحي حيّك وسينالهم وبال ذلك وسنخلص [إليك حصتك](١) من ذلك ، ثم أخذه الجند فأقاموه وأبعدوه.
وقد تقدم في تاريخ الخطبي أن الإمام قتل في صفر من سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفرّاء ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار الزّبيري قال : ولإبراهيم يقول إبراهيم بن علي بن هرّمة يرثيه (٢) :
قد كنت أحسبني جلدا فضعضعني |
|
قبر بحرّان فيه عصمة الدين |
قبر (٣) الإمام الذي عزّت مصيبته |
|
وعيّلت كل ذي مال ومسكين (٤) |
إن الإمام الذي ولّى وغادرني |
|
كأنّي بعده في ثوب مجنون |
حال الزمان بنا إذ مات يعركنا |
|
عرك الضّباع أديما غير مدهون |
وأعقب الدهر ريشا في مناكبه |
|
فما يزال مع الأعداء يرميني |
فرحمة الله أنواعا مضاعفة |
|
عليك من مقعص ظلما ومسجون |
ولا (٥) عفا الله عن مروان مظلمة |
|
لكن عفا اله عمّن قال آمين |
قال : وقال إبراهيم بن علي بن هرمة يرثي إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، ويمدح أمير المؤمنين أبا العباس حيث يقول (٦) :
أتاني وأهلي باللّوى فوق مثعر (٧) |
|
وقد زجر الليل النجوم فولّت |
وفاة ابن عباس وصيّ محمد |
|
فأبت فراشي حسرة ما تجلّت |
__________________
(١) اللفظتان مطموستان بالأصل ، والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٤ / ١٥٦.
(٢) الأبيات ـ بعضها ـ في ديوانه ص ٢٢١ وبعضها في الطبري ٧ / ٤٢٧.
(٣) الطبري : فيه الإمام الذي عزت مصيبته.
(٤) قبله في الطبري :
فيه الإمام وخير الناس كلهم |
|
بين الصفائح والأحجار والطين |
(٥) الطبري : «فلا».
(٦) القصيدة ليست في ديوانه.
(٧) مثعر : ماء لجهينة (معجم البلدان).