ذلك عليه وكرهه فتناولها الفضل بن سلمان وكان على حرسه وناوله إيّاها وقال :
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى |
|
كما قرّ عينا بالإياب المسافر |
رواها ثعلب عن الزّبير بن بكار ، عن رجل ، عن محمد بن مسلمة ، عن إبراهيم بن الفضل بن سالم بدل سلمان.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، حدثني محمد بن الحسن قال (١) : أذن إبراهيم بن هشام أذنا عاما فدخل عليه النصيب فأنشده مديحا له فقال إبراهيم : ما هذا بشيء ؛ أين هذا من قول أبي دهبل لصاحبنا ابن الأزرق [حيث يقول :](٢)
إن تغد من منقلي (٣) نخلان (٤) مرتحلا |
|
يبن (٥) من اليمن المعروف والجود |
قال : فغضب النّصيب فخلع عمامته وطرحها وبرك عليها بين يديه ثم قال : فإن تأتوننا برجل مثل ابن الأزرق نأتكم بمديح أجود من مديح أبي دهبل (٦).
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري ، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطّيّوري ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلّال ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي حدثني أحمد بن المعدّل ، نا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير ، عن عم أبيه عامر بن عبد الله بن الزبير ، وكان رجلا معروفا بالاجتهاد وكثرة الدعاء ، قال : كان عامر بن عبد الله موجها إلى القبلة بعد صلاة العصر يدعو ، وكان
__________________
(١) الخبر في الأغاني ١ / ٣٦٢.
(٢) الزيادة عن الأغاني.
(٣) منقلي مثنى منقل ، وهو الطريق في الجبل (اللسان).
(٤) نخلان : من نواحي اليمن ، معجم البلدان واستشهد بالبيت.
(٥) في الأغاني : يرحل.
(٦) بعدها في الأغاني : إن المديح والله إنما يكون على قدر الرجال. فأطرق ابن هشام ، وعجبوا من إقدام نصيب عليه ، ومن حلم ابن هشام وهو غير حليم.