الجوهري ، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد الخزاز ، أنا أبو بكر محمد بن هارون بن المجدّر (١) ، نا محمد بن أبان أبو بكر البلخي ، نا يحيى بن آدم ، عن عبد الرّحمن بن حميد الرواسي ، عن الأسود ، عن نبيح (٢) العنزي ، عن ابن عباس قال : بينما أنا أقرأ آية من كتاب الله عزوجل في سكّة من سكك المدينة إذ سمعت صوتا من خلفي : اتبع يا ابن عباس ، اتبع يا ابن عباس ، ـ يعني بقوله : اتبع يعني اسند ـ فالتفتّ فإذا عمر بن الخطاب فقلت اتبعك على أبيّ بن كعب ، فقال لمولى له : اذهب معه إلى أبيّ بن كعب فقل له : أنت أقرأته هذه الآية؟ فانطلقنا إلى أبيّ فأنا بالباب أطق إذ جاء عمر رضياللهعنه فاستأذن فأذن له ، ودخلنا على أبيّ وجاء زيد يدري رأسه بمدرى قال : فطرح لعمر وسادة من آدم فجلس عليها وأبيّ مقبل بوجهه على حائط وظهره إلى عمر قال : فالتفت إلينا عمر فقال : ما يرانا هذا شيئا ، ثم أقبل أبيّ عليه بوجهه فقال : مرحبا بأمير المؤمنين أزائرا جئت أو طالب حاجة ، قال : لا بل طالب حاجة. على ما تقنط الناس يا أبيّ؟ قال : وكأنها آية فيها شدة؟ فقال أبيّ : إني تلقّنت القرآن ممن تلقّاه من جبريل ، وهو رطب (٣) ، قال : فصعق عمر وقام ، وهو يقول : بالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر ، بالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحسن بن أحمد السّلميان ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد السّلمي ، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار ، أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان القرشي ، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد ، نا هشام بن خالد ، نا الوليد ـ يعني ابن مسلم ـ نا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن عطية بن قيس ، عن أبي إدريس الخولاني (٤) ، أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرءوا يوما على عمر بن الخطاب هذه الآية (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٣٦ (٢٤٢).
(٢) ضبطت عن تقريب التهذيب بمهملة مصغرا. والعنزي : بفتح المهملة والنون ثم زاي.
(٣) بالأصل «وهو ركبت» كذا ، وعلى هامشه : ولعله : رطب ، وهو ما أثبتناه قياسا إلى رواية سابقة تقدمت أثناء الترجمة.
(٤) الخبر في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٩٧.