سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض» ، وفي رواية «ما مات نبيّ إلا دفن حيث قبض».
هذا وكان عمر داود عليهالسلام ، فيما وردت به الأخبار عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مائة سنة (١) ، فقد جاء من الأحاديث الواردة في خلق آدم أن الله لما استخرج ذريته من ظهره ، فرأى فيهم الأنبياء عليهمالسلام ، ورأى فيهم رجلا يزهر فقال أي رب من هذا ، قال ابنك داود ، قال أي رب كم عمره ، قال ستون عاما ، قال رب زد في عمره ، قال لا إلا أن أزيده من عمرك ، وكان عمر آدم ألف عام ، فزاده أربعين عاما ، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت ، فقال بقي من عمري أربعون سنة ، ونسي آدم ما كان وهبه لولده داود ، فأتمها الله لآدم ألف سنة ، ولداود مائة سنة» (رواه الإمام أحمد عن ابن عباس ، والترمذي عن أبي هريرة وصححه ، وابن خزيمة وابن حبان ، ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم) (٢) ، وقال الطبري : وأما بعض أهل الكتاب فإنه زعم أن عمره كان سبعا وسبعين سنة (٣) ؛ وأما رواية التوراة فتجعل عمره سبعين عاما «كان داود ابن ثلاثين سنة حين ملك ، وملك أربعين سنة» (٤) وبدهي أن رواية التوراة ، وكذا رواية بعض أهل الكتاب كما نقلها الطبري وغيره ، غير صحيحة ، أو كما يقول ابن كثير فهذا غلط مردود عليهم ، وأما مدة ملكه ، وهي أربعون سنة (٥) ، فقد يقبل منهم ، لأنه ليس عندنا ما ينافيه ولا ما يقتضيه (٦).
__________________
(١) تاريخ الطبري ١ / ٤٨٥.
(٢) ابن كثير. البداية والنهاية ١ / ٨٧ ـ ٨٨ ، ٢ / ١٦.
(٣) تاريخ الطبري ١ / ٤٨٥ ، وانظر : تاريخ اليعقوبي حيث يذهب إلى أن داود عليهالسلام مات وله مائة وعشرون سنة ، وكان ملكه أربعين سنة (تاريخ اليعقوبي ١ / ٥٦).
(٤) صموئيل ثان ٥ / ٤.
(٥) صموئيل ثان ٥ / ٤ ـ ٦ ، أخبار أيام أول ٢٩ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٦) ابن كثير : البداية والنهاية ٢ / ١٦ ، الكامل لابن الأثير ١ / ١٢٨ ، تاريخ المسعودي ١ / ٧٠ ، تاريخ الطبري ١ / ٤٨٥.