أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا علي بن محمّد ، عن خباب (١) بن موسى ، عن الكلبي ، عن بحير (٢) بن شدّاد الأسدي ، قال : مرّ بنا الحسين (٣) بالثعلبية فخرجت إليه مع أخي فإذا عليه جبّة خضراء لها جيب في صدرها ، فقال له أخي : إني أخاف عليك ، فضرب بالسوط على عيبة قد حقبها خلفه وقال : هذه كتب وجوه أهل المصر.
قال : وأنا موسى بن إسماعيل ، نا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، قال : حدّثني من شافه الحسين ، قال : رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه؟ قالوا : هذه لحسين ، قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن ـ قال ـ : والدموع تسيل على خديه ولحيته ، قال : قلت : بأبي وأمي يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال : هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلّا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلّا انتهكوها فيسلط الله عليهم من يذلهم ، حتى يكونوا أذل من فرم (٤) الأمة يعني منفعتها.
قال : وأنا علي بن محمّد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرّة ، قال : قال الحسين : والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت.
قال : ونا علي بن محمّد ، عن جعفر بن سليمان الضّبعي ، قال : قال الحسين بن علي : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.
فقدم العراق فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.
قال : وأنا علي بن محمّد ، عن عامر بن أبي محمّد ، عن الهيثم بن موسى ، قال : قال العريان بن الهيثم ، كان أبي يتبدّى (٥) فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة
__________________
(١) كذا تقرأ بالأصل ، وفي الترجمة المطبوعة : «حباب» وبهامشها عن نسخة : جناب.
(٢) في الترجمة المطبوعة : يحيى.
(٣) بالأصل : الحسن.
(٤) بالأصل «قدم» والمثبت عن النهاية وفيها : «فرم» : بالتحريك ما تعالج به المرأة فرجها ، وقيل هو خرقة الحيض.
(٥) بالأصل «يبتدي» والمثبت عن الترجمة المطبوعة وابن العديم.