وغيرك ، وأسماء الأفعال ... كل ذلك لضعف مشابهة الفعل ، لعدم موافقتها له في التركيب ، وإذا ضعف نفس الفعل لعدم التصرف ، حتى لا يتقدم عليه معموله ، كما في فعل التعجب فلا يقال : راكبا ما أحسن زيدا. فما ظنك بمثل هذه الجوامد؟.
وكذا الصفة المشبهة ، لا يتقدم معمولها عليها لضعف مشابهتها للفعل (١) ، وظاهر لفظ جار الله (٢) ، في المفصّل ، يؤذن بجواز تقديم الحال عليها (٣).
وأضعف في العمل ، من الصفة المشبهة ؛ أفعل التفضيل ، ألا ترى أنه لا يطرد رفعه للظاهر مثلها ، بل يحتاج إلى شروط ، كما يجيئ في بابه.
وأمّا نحو قولهم : هذا بسرا أطيب منه رطبا ، وزيد قائما خير منه قاعدا ، وكذا نحو : عمرو قاعدا مثله قائما ، فسيجيئ الكلام عليه عن قريب.
وأجاز الزجاجيّ (٤) أن تقول : درهمك موزونا : درهم عبد الله ، والعامل في الحال معنى التشبيه في قولك : درهم عبد الله ، لأن معناه : يشبه درهم عبد الله ، فيكون (٥) حالا من ضمير «درهمك» في الخبر ، أو من : درهم عبد الله.
والأولى المنع ، لضعف العامل ، قال (٦) ، فإن أظهرت الكاف وقلت : كدرهم عبد الله ، لم يجز أن يكون حالا من : درهم عبد الله ، لأن حال المجرور لا يتقدم عليه ، ويجوز أن يكون حالا من ضمير : درهمك ، في خبر المبتدأ ؛ والأولى المنع مع إظهار الكاف ، أيضا.
__________________
(١) لأن عملها يسبب مشابهتها لاسم الفاعل المشبه للفعل ،
(٢) جار الله : محمود بن عمر الزمخشري صاحب الكشاف والمفصل وغيرهما مما يعرفه كل مشتغل باللغة ،
(٣) في شرح ابن يعيش على المفصل ج ٢ ص ٥٦
(٤) الزجاجيّ ، بياء النسب : هو أبو القاسم ، عبد الرحمن بن إسحاق ، كان من ملازمي الزجاج ، فنسب إليه ، وتقدم له ذكر في الجزء الأول ؛
(٥) أي لفظ موزونا ،
(٦) أي الزجاجيّ المتقدم ذكره ،