وَالْمُتَصَدِّقاتِ) ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد المصطفى خير الأنام وأصحابه مصابيح الدجى وبدور الظلام.
أما بعد فيقول المفتقر إلى عفو الملك المنان ، مرجان بن عبد الله ابن عبد الرحمن ، بدل الله سيئاته حسنات : إني هاجرت في الأرض مدة ، وجاهدت سنين في الطول والعرض ، ذات شمال ويمين ، متورطا في مخاوف البر والبحر ، متوردا في متالف البرد والحر ، حتى أداني (١) الجد الصاعد ، وأدناني التوفيق المساعد فعلمت أن الدنيا دار الفرار ، وأن الآخرة هي دار القرار ، وأيقنت أن أولى ما أنفقت فيه الأموال ، وأحرى ما توجهت إليه همم الرجال ما كان وسيلة إلى أبواب رحمته محط الرحال ، وذخيرة ليوم المحاسبة والسؤال ، قال النبي عليه الصلاة والسلام «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا عن ثلاث صدقة جارية ، وعلم ينتفع به. وولد صالح يدعو له» والصدقة الجارية هي الوقف فشمرت عن نية صادقة صافية ، وسريرة للخير وافية ، وشرعت في عمارة هذه المدرسة المسماة ب (المرجانية) وتوابعها المتصلات بعضها ببعض في زمن المخدوم الأعظم الدارج إلى جوار الله وجنانه ، المستريح على أعلى غرفات جنانه ، الشيخ حسن نويان ، أنار الله برهانه ، وتممت في أيام دولة نوّر حدقته ، ونور حديقته ، المخدوم الأعظم ، الأعدل ، رافع رايات السلطنة على الأفلاك ، ناصب غايات المملكة إلى السماك ؛ ساحب ذيل الرحمة على الأعراب والأتراك ، محيي مراسم الملة المصطفوية ، ومزين شعار الدولة الجنكيز خانية شاه أويس خلد الله ملكه ؛ ووقفت على الفقهاء وطلاب العلم والتفسير والحديث والفقه على مذهب الإمام الأعظم محمد بن إدريس الشافعي المطلبي والإمام الأقدم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضي الله تعالى عنهما وقفا على
__________________
(١) حين أراني.