وهذا ما قاله المرحوم الأستاذ السيد محمود شكري الآلوسي عن هذه المدرسة :
«مسجد محكم البناء ، راسخ القواعد ، مشيد الأرجاء ، مبني بالحجارة المهندسة ، ذو طبقتين سفلى وعليا ، وفيه مصلى واسع ، وحجر في الطبقة السفلى والعليا ، وقد جعله بانيه مدرسة حاكى بها المدرسة النظامية ، وجعل الحجر مسكنا لطلبة العلم ، وأجرى عليها الجرايات الوافرة ، ورتب لهم المدرسين على مذهبي الإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة (ر ض) ، ووقف الأوقاف الكثيرة وكان المصلى محل تدريسهم كما كان محل عبادتهم» ا ه (١).
الوقفية وشروطها : (نصها)
كان المرحوم جميل صدقي الزهاوي ذكر أن لديه «كتاب الوقفية والموقوفات» للخواجة مرجان فلم أتمكن من مشاهدته ... والوقفية محفورة على جدران الجامع ، وكذا الموقوفات الأخرى كتبت بخط أحمد شاه النقاش التبريزي المعروف ب (زرين قلم) وهو من الخطاطين المشاهير (٢) ... ذكر اسمه على ما كتب. وهذا نص الوقفية :
«بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي وفق المطيعين لعمارة أبنية بيوت العبادات ، وألهم المخلصين إشادة أعمدة دور الطاعات ، ورفع ذكر الولاة ، بتأسيس قواعد معالم المكرمات ، ودل أرباب السعادات على سلوك سبل الخيرات (٣) ومنح المحسنين بتشريف (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) ، وحباهم بآية (وَالْمُتَصَدِّقِينَ
__________________
(١) «تاريخ مساجد بغداد وآثارها ص ٦٥.»
(٢) خطه يشعر بأنه أستاذ من أساتذة الخط.
(٣) في نسخ : «على علم الخيرات».