تبريز فلم يطق الأمير أخي جوق الصبر على مقارعته ففر من وجهه ... وفي ذلك الحين فاجأت الأخبار بمسير السلطان أويس وتوجهه تلقاء تبريز فلم ير الأمير مبارز الدين بدا من العودة إلى مملكته بخفي حنين وترك البلاد فدخل السلطان تبريز ونزل دار الخواجة الشيخ كج (١) من مشايخ وعلماء تبريز ...
وفي هذه الأثناء التجأ الأمير أخي جوق إلى صدر الدين الخاقاني ومن ثم دارت المفاوضات في الصلح وطلب العفو للأمير أخي جوق فنال عطف السلطان إلا أنه بعد أن اطمأن واستراح مدة أنبأ الخواجة الشيخ السلطان أويس دخيلة الأمير وما عزم كل من علي بيلتن وجلال الدين على الغدر به فأمر السلطان أن يقتل هؤلاء الثلاثة فقتلوا ونجا الناس من فتنهم وغوائلهم ...
ومن ثم دخلت تبريز في حوزة السلطان وكذا آذربيجان واران وموقان والأنحاء المجاورة الأخرى حتى سواحل بحر الخزر فوسعت مملكة الجلايرية توسعا كبيرا وصارت آذربيجان مصيفا ، والعراق مشتى لها كما كانت على عهد المغول (٢).
خان الاورتمة : (أثر تاريخي)
في هذه السنة بني هذا الخان. ولا يزال قائما إلا أنه تداعت بعض أركانه فرممته دائرة الآثار وأصلحت بعض نواحيه في هذه السنة (سنة ١٣٥٥ ه) ، وهو شاهد الاعتناء في اتقان العمارة وإحكامها ... وهذا نص ما جاء مكتوبا على بابه نقلا عن السيد نعمان خير الدين الآلوسي قال :
__________________
(١) وجاء بلفظ كحج. والكحجاني أو الكجحاني كما في ساوجي ص ٤٠.
(٢) حبيب السير ج ٣ ص ٨١ ، وتاريخ مفصل إيران ص ٤٥٦.