حسين بسرخس فأنزلهم نوابا في ممالكهم. وكذا جميع من بذل له الطاعة ابتداء ، ومن راسله فعصى عليه يتعذر أن يعفو عنه إذا قدر عليه ، وكان من جملة من راسله شاه شجاع صاحب شيراز وعراق العجم فبذل له الطاعة وسأله المصاهرة فزوج ابنته بابن اللنك وهاداه وهادنه واستمر على ذلك إلى أن مات في سنة ٧٧٧ ه والحاصل صفت له ممالك سمرقند وولاياتها وممالك ما وراء النهر وجهاتها وتركستان وما حواليها وممالك خوارزم وما يتعلق بها ... وهذه الأخبار تعرف بأولية اللنك مجملا ... وممن نازله اللنك في هذه السنة حسين صوفي صاحب خوارزم ومات فاستقر ولده يوسف مكانه واستولى اللنك على خوارزم وخربها كدأبه في غيرها من البلاد. ولكنه مع كل هذا لم يظهر بعد بمظهر فاتح عظيم وكل ما في الباب أنه قضى على الدويلات الصغيرة في تلك الأنحاء ... وبرزت فيه آثار القدرة والدهاء والعظمة ... وإنما ذاع اسمه واشتهر صيته بعد أن قارع أكابر الملوك ودوخ الممالك على ما سنشير إليه في الوقائع المتعلقة بالعراق (١) ...
ملحوظة :
إن طقتمش (توقتامش) المذكور ولي السلطنة بعد بردي بك المذكور سابقا وكانت قد تفرقت مملكتهم إلى إمارات صغيرة ... والمعروف أنه ابن بردي بيك أو أنه من بيت الملك على اختلاف في ذلك. وفي شجرة الترك أن الأسرة المالكة انقرضت .. وكان توقتامش من أعظم ملوك التتار شوكة وأعلاهم همة ، وأحسنهم سياسة ، وأقواهم جأشا وأشدهم سطوة وبأسا وفي تلفيق الأخبار يميل إلى أنه ابن بردي
__________________
(١) الأنباء والدرر الكامنة والفوائد البهية والضوء اللامع ... أما الغياثي فقد نقل حرفيا من الأنباء ص ٢٢٣ وما يليها.