وجاء في مقدمته :
«إن من كثرة الفتن ، وتواتر الإحن التي جرت بأرض العراق لم يضبط أحد تواريخها من دور الشيخ حسن إلى يومنا هذا أولا من عدم أهل هذا العلم ومن ينظر فيه ؛ وثانيا أن أكثرها تواريخ ظلم وعدوان تركها خير من ذكرها ، لأن هذا الدور الذي نحن فيه يسمى (دور الإدبار) «إلى أن قال» :
فما كان من زمن آدم عليه السّلام إلى أيام السلطان أبي سعيد ملتقط من نظام التواريخ للقاضي ناصر الدين عمر البيضاوي (١) وغيره ، وما كان من زمان الشيخ حسن (أول سلاطين الجلايرية) إلى يومنا هذا لم أنقله من كتاب بل نقلته من أوراق وحواشي ، وأكثره من ألسن الراوين ؛ وبعض ما جرى في زماننا ، وكتابه عالمون ، فكتبت ذلك وحويته في هذه الأوراق ، والعهدة على الراوي ، لا على الحاوي» ا ه ، والنسخة الوحيدة من الكتاب وجدتها لدى الأستاذ الفاضل واللغوي المعروف انستاس ماري الكرملي ونقلت نسختي المخطوطة منها.
والملحوظ فيها أن المؤلف يكرر المباحث عند كل حكومة لها علاقة بأخرى في الاثنتين لأدنى علاقة ولما كانت النسخة ساقطة بعض الأوراق ، ومضطربة المباحث لتشوش في ترتيب أوراقها كما يظهر فمن السهل أن يتلافى النقص نوعا ، وهكذا فعلت أثناء تثبيت الحوادث مع تمحيص وعرض على النصوص التاريخية الأخرى ومقابلتها وتنبيه على
__________________
(١) مر وصف كتابه في المجلد الأول وهو صالح للتصحيح بالعودة إلى الأصل للبيضاوي المتوفى بتبريز سنة ٦٨٥ ه ـ ١٢٨٧ م وهو المشهور والمنقول عن الوافي بالوفيات وغيره. وفي طبقات السبكي توفي سنة ٦٩١ ه وفي مرآة الجنان سنة ٦٩٢ ه انتهى مؤلفه منه سنة ٦٧٤ ه وطبع في طهران وفي الهند ومنه نسخة في مكتبة نور عثمانية رقم ٣٤٥٠.