أحمد ولما تمت استدعى السلطان لينظرها وفرشوا تحت أرجله الديباج من مسافة ثلاثمائة ذراع والخواجة بهادر مملوك الخواجة مسعود على كتفه قربة السقاء مملوءة من الدراهم ينثرها تحت أرجله وأما باقي الولائم والتقاديم فلا يحصى شرحها ولم يكن الخواجة مسعود وزيرا وإنما كان من أعيان البلد ...
وقال بعض الشعراء من جملة قصيدة يمدح بها الخواجة ويصف المدرسة :
وللقراءات في الأسحار هينمة |
|
كالورق ما بين تسجيع وتغريد |
أضحت مزامير داود ولا عجب |
|
أن المزامير تتلى عند داود |
يشير إلى أن المدفون في المدرسة هو داود (١) ...
اليهود في هذا العصر :
قد مضى القول في المجلد الأول عن اليهود وعن سديد الدولة وما حصل عليه من المكانة. ولكن لم يذكر عن إسلام أولاده أثناء بيان الحوادث ولعل الوقائع الماضية لها دخل في قبول الإسلامية ، وإن الثراء وصل إليه من تلك السلطة أو المكانة التي حصلوا عليها ..
إن تلك الحوادث التي جرت على اليهود بعد أن نالوا المنزلة الكبيرة في الدولة أخفتت صوتهم ولم نسمع عنهم ما يستحق الذكر لعدم العلاقة بمصالح الحكومة والتدخل في سياستها فأهملوا ولم يظهر لهم صوت إلا بعد أزمان طويلة سنعرض لذكرها في حينها.
__________________
(١) تاريخ الغياثي ص ١٨٥.