والعربية فشهد عليه بدمشق بانحلال العقيدة واعتقاد مذهب النصيرية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك فضربت عنقه بدمشق في جمادى الأولى وضربت عنق رفيقه عرفة بطرابلس وكان على معتقده» (١).
٢ ـ الشيخ شمس الدين الكرماني :
الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني الشافعي نزيل بغداد ولد في ١٦ جمادى الآخرة سنة ٧١٧ ه واشتغل بالعلم فأخذ عن والده ثم حمل عن القاضي عضد الدين ولازمه اثنتي عشرة سنة وأخذ عن غيره ، ثم طاف البلاد ودخل مصر والشام والحجاز والعراق ، ثم استوطن بغداد وتصدى لنشر العلم بها نحو ثلاثين سنة وكان مقبلا على شأنه معرضا عن أبناء الدينا. قال ولده الشيخ تقي الدين يحيى : كان متواضعا بارا لأهل العلم وسقط من علية فكان لا يمشي إلا على عصا منذ كان ابن أربع وثلاثين سنة. قال ابن حجي : صنف شرحا حافلا على المختصر ، وشرحا مشهورا على البخاري وغير ذلك وحج غير مرة وسمع بالحرمين ودمشق والقاهرة ، وذكر أنه سمع بجامع الأزهر على ناصر الدين الفارقي ، وذكر الشيخ ناصر الدين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز وكان شريف النفس مقبلا على شأنه ، وشرح البخاري بالطائف وهو مجاور بمكة وأكمله ببغداد ، وتوفي راجعا من مكة بمنزلة تعرف بروض مهنا في سادس عشر المحرم ونقل إلى بغداد فدفن بها وكان اتخذ لنفسه قبرا بجوار الشيخ أبي إسحق الشيرازي وبنيت عليه قبة ، ومات عن تسع وستين سنة (٢).
__________________
(١) الشذرات ج ٦ والأنباء ج ١ ، في حوادث هذه السنة وسنة ٧٨١ ه.
(٢) الشذرات ج ٦. والدرر الكامنة ج ٤ ص ٣١٠ ، والأنباء في حوادث هذه السنة.