الحنفية الطرابلسي تحليفهم فعمل ذلك في يوم واحد. فلما ورد الخبر برجوع تيمور لنك رد على الناس ما أخذ منهم وبطلت مطالبتهم في الزكاة وبالخراج أيضا (١).
قلعة النجا :
لما رأى السلطان أحمد أنه لا قدرة له بمقابلة هذا الطاغية قرر الخروج من ممالكه بغداد والعراق وتبريز ، وجهز ما يخاف عليه صحبة ابنه السلطان طاهر إلى قلعة النجا ، ثم قصد البلاد الشامية في سنة ٧٩٥ ه في حياة الملك الظاهر أبي سعيد برقوق ، فوصل تيمور إلى تبريز ونهب بها ، ووجه إلى قلعة النجا العساكر لأنها كانت معقل السلطان أحمد ، وبها ولده وزوجته والذخائر ، وتوجه هو إلى بغداد ... وكان الوالي بالنجا رجلا شديد البأس يدعى آلتون كان يعتمد عليه ومنه جماعة نحوا من ثلثمائة رجل ، كان ينزل بهم التون ليلا ويشن الغارة ... فوهن أمر العسكر فأبلغوا تيمور ذلك فأمدهم بنحو ٤٠ ألفا مع أربعة أمراء كبيرهم يدعى قبلغ تيمور فوصلوا إلى القلعة ولم يكن إذ ذاك آلتون فيها فتعاضد ومن معه بهمة صادقة فاخترقوا الصفوف وقتلوا من العسكر أميرين أحدهما قبلغ تيمور .. فلما سمع تيمور لنك نهض إليها بنفسه وأحاط بجوانبها ...
وكانت هذه القلعة أمنع من عقاب الجو فلم يتمكن منها تيمور ، وكان آلتون عارفا بشعابها ، ويهاجم عدوه ليلا وفي أوقات مختلفة فيسلب وينهب ويقتل ويرجع سالما ، ولم يزل هذا دأبه حتى أعجز تيمور وأصحابه ، فلم ير تيمور بدا من الارتحال لضيق المجال فارتحل بعد أن رتب للحصار اليزك ، واستمر الحصار مدة طويلة ، قيل إنها مكثت في
__________________
(١) الأنباء ج ١.