من الركون إلى الواسطة مهما كانت قاسية ، وتمسك بالتدابير رغم فظاعة الآلة ... وفي كل هذه لم يضع رشده ، ولم يدع الفرصة ، ولا تأخر عن العمل بها عند سنوحها بلا تهاون أو توان بل لم يعرف التواني ... وإنما يحاول بكل ما أوتي من قدرة لإدراك مواطن الضعف في خصومه ، والتطلع على أحوالهم والتبصر بشؤونهم حتى الشخصي منها ليعرف قوة العلاقة بالأعمال العامة وإن كانت ترى لأول وهلة أنها ليس لها مساس بشؤون المملكة خارجا وداخلا.
وعلى كل كانت هذه الأوضاع أمامه بارزة .. فإذا غلب ناحية مال إلى الأخرى أو غلب هو على أمره من جهة ركن إلى غيرها حتى يتم الفوز ما دام هو في الحياة ... وولعه بالشطرنج يعين خطته أكثر ويفسر مذكراته هذه ...
روضة الصفا في سيرة الأنبياء والملوك والخلفاء :
تاريخ فارسي في ست مجلدات للخواجه حميد الدين محمد مير خواند ابن سيد خوارزمشاه البلخي وفي كشف الظنون أنه لمير خواند محمد بن خاوند شاه بن محمود وكان قد ولد المؤلف عام ٨٣٧ ه ١٤٣٤ م في بلخ وولع في التتبعات التاريخية من صغره ثم إنه كان قد رماه الزمان وضاقت به الوسيعة فمال إلى علي شير النوائي وزير حسين بايقرا حاكم خراسان ومازندران وركن إلى مكتبته المشهورة في العالم آنئذ فصار يتردد إليها وينتفع بها ... ومن ثم وبسبب الانتساب إلى الوزير المشار إليه تعرف بفطاحل العلم هناك أمثال عبد الرحمن جلبي ، وشيخ أحمد السهيلي ، والخواجة عبد الله مرواريد والخواجه أفضل الدين محمد ، والولي الخواجة آصفي ، ودولتشاه السمرقندي (١) من أكابر العصر
__________________
(١) هذا هو صاحب تذكرة الشعراء.