إلى بغداد فوجد الوالي نفسه أمام أمر واقع فلم يستطع المقاومة إذ جاء السلطان أحمد بجيش عظيم. ففر الوالي من بغداد وحينئذ دخلها السلطان أحمد ... وكان الأمير زاده ميران شاه ابن الأمير تيمور حاكما بتبريز فأمر إذ ذاك بحصار قلعة النجا (١) وفيها السلطان طاهر ابن السلطان أحمد وجماعة من خواصه وأمواله وذخائره فمكث مدة في حصارها ...
وجاء في روضة الصفا أن بغداد كان فيها الخواجة محمود السبزواري فتركها وتوجه إلى أنحاء البصرة وتمكن السلطان في بغداد سنة ٧٩٩ ه والتخالف بين النصين ظاهر في حين أننا نرى كلشن خلفا يؤيد أن الوقعة جرت بالوجه المنقول سابقا فرجحناه لأن الوقائع التالية ومحاربته مع الشهزاده أميران شاه جاءت بعد هذا الحادث كما أن وفاة ابن العاقولي (٢) تعين تاريخ مجيئه وكلها تنطق بصحة هذا التاريخ.
ملحوظة :
جاء في الغياثي : «أن تيمور استصفى أموال بغداد جميعها ورحل عنها يوم السبت غرة صفر ، دخل السبت وخرج السبت ... وأما السلطان أحمد فإنه لما هرب على طريق مشهد الحسين (رضه) وصل إلى الرحبة فأكرمه نعير وأنزله في بيوته ثم تحول إلى حلب ونزل الميدان وأكرمه نائبها وطالع السلطان بخبره فأذن له في دخول القاهرة في سنة ٧٩٦ ه. وصل أحمد إلى القاهرة في شهر ربيع الأول فتلقاه الأمراء وخرج إليه السلطان إلى الربدانية وكان السلطان حينئذ برقوق فقعد بالمصطبة المبنية له هناك فترجل له السلطان أحمد من قدر رمية سهم فأمر السلطان الأمراء بالترجل له ، ثم لما قرب منه قام له فنزل من
__________________
(١) وردت في الغياثي بلفظ «النجق».
(٢) ستأتي ترجمته في حوادث الوفيات.