باردة لأن ملوكها في محاربة ومقاتلة فيما بينهم فيمكن الاستيلاء عليها واحدة بعد واحدة. فلما سمع ذلك لم يشك في أنه يستولي عليها وقصد هذه البلاد. وهنا ابتدأت حروبه ، واكتسح السلطانية من أعمال تبريز ، ورجع عنها بالوجه المشروح سابقا ...
وكانت بين السلطان أحمد وبين توقتامش خان مواصلة ومراسلات ، والرسل بينهما تتردد ... وفي العام الذي شتى فيه تيمور لنك بالري كان قاضي سراي قد توجه نحو تبريز برسالة من عند توقتامش خان إلى السلطان أحمد فتبين أن السلطان أحمد في بغداد وبين أمرائه ببلاد آذربيجان مقاتلة ، وأن البلاد في هرج ومرج فأرسل إلى توقتامش يخبره بذلك ويحثه على لزوم حفظ الحدود والثغور ، وأن لا يغفل ذلك ، فأرسل توقتامش خمسين ألف فارس وأمرهم أن يقيموا هناك ... وأما القاضي فقد وصل بغداد وأدى الرسالة وبينما هو مقيم ببغداد وكان معه واحد من أولاد المغل فائق الحسن والجمال فحصل للسلطان علاقة بذلك الغلام فرجع القاضي منفعلا من هذا السلطان وأغرى توقتامش خان على ترك معاونته وحرضه على مخالفته فأرسل توقتامش عساكر كثيرة إلى دربند ، وأمرهم أن يتوجهوا إلى تبريز وأن يقبضوا على السلطان أحمد فلما وصلوا إلى تبريز وجدوها في تحصن الأمير سنتاي (مر ذكره) قائد جيش السلطان أحمد ، وبعد حصار أسبوع دخل عسكر توقتامش خان تبريز عنوة ونهبوا ما فيها ، ولم يروا السلطان أحمد فهو في بغداد وكان هو المقصود فرجعوا عنها ... واستصحبوا معهم الشيخ كمال الدين الخجندي. وكان ذلك سنة ٧٨٧ ه.
وهذه الوقعة أغضبت تيمور لنك ، وعدها تجاوزا على حدود منطقة نفوذه .. فاتخذها وسيلة لمخالفة توقتامش بحيث نسبه إلى كفران النعمة ونسيان الحقوق ... والتواريخ التي كتبت في أيام تيمور وبعده وفي أيام