أولى بالأخذ لتعيينها أوقات حركته وعلى كل دامت حروبه من أواخر سنة ٨٠٢ ه إلى هذا التاريخ ... فذهب متوجها إلى الروم ...
قال في الشذرات عن وقعة بغداد :
«ثم سار على بغداد وحاصرها أيضا حتى أخذها عنوة يوم عيد النحر من هذه السنة (سنة ٨٠٣ ه) ووضع السيف في أهلها وألزم جميع من معه أن يأتي كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهلها فوقع القتل حتى سالت الدماء أنهارا وقد أتوه بما التزموه فبنى من هذه الرؤوس مائة وعشرين مئذنة ثم جمع أموالها وأمتعتها وسار إلى قراباغ فجعلها خرابا بلقعا ...» ا ه (١).
وقد بالغ أيضا صاحب الدر المكنون في قتلى بغداد على يد تيمور فقال إنهم تسعون ألفا ولعله وغيره أرادوا التهويل منه والتنفير من عمله ... كما بالغوا وهولوا بوقائع هلاكو وقتلى البغداديين عنها تخويفا للناس واهتماما بأنفسهم أن ينالهم ما نال أولئك بغرض التأهب للطوارىء والاستماتة في الدفاع إذ لا وراء ذلك إلا الموت .. وقد نقل ابن جزي قال :
«أخبرنا شيخنا قاضي القضاة أبو البركات ابن الحاج أعزه الله قال سمعت الخطيب أبا عبد الله بن رشيد يقول لقيت بمكة نور الدين بن الزجاج من علماء العراق ومعه ابن أخ له فتفاوضنا الحديث فقال لي : هلك في فتنة التتر بالعراق أربعة وعشرون ألف رجل من أهل العلم ولم يبق منهم غيري وغير ذلك وأشار إلى ابن أخيه». ا ه من رحلة ابن بطوطة (٢). وفي هذا ما فيه وقد ذكرنا علماء العراق هناك وبذلك إبطال
__________________
(١) الشذرات ج ٧.
(٢) ج ١ ص ٢٢٥.