لقول ابن الزجاج فلا تزال المدارس آهلة والعلماء على أوضاعهم وفي أيام الفتن جمع مال وافر إلى الأقطار الإسلامية الأخرى ... فلا يعول على النشرات والإذاعات أيام الحروب ووقت الفتن إلا بتروّ وتوثق من صدق الخبر ...
قال في الأنباء : «وفي شوال (هذه السنة) كان تيمور لنك وصل ماردين .. وأرسل من عنده رسولا في خمسة آلاف نفس إلى بغداد يطلب من متوليها مالا كان وعد به ... فلما وصل الرسول ورآه أهل البلد في قلة طمعوا فيه فقتلوا غالب من معه فأرسل الرسول إلى تيمور لنك يطلب منه نجدة فتوجه نحوه بالعساكر فوصل في آخر شوال فملكها وبذل فيها السيف ثلاثة أيام ، ثم أمر أن يأتيه كل فارس من عسكره برأس فشرعوا في قتل الأسرى حتى أحضروا إليه مائة ألف رأس فبناها مواذن أربعين ، ثم أمر بنهب الحلة فنهبوا وخربوا بعد أن أمر بخراب بغداد» ا ه.
وفيات
١ ـ جلال الدين الشيرازي :
عرف بجلال الدين الشيرازي واختلف في اسمه فقد ذكر صاحب الشذرات أنه أسعد بن محمد بن محمود الشيرازي الحنفي ، وفي الضوء اللامع سماه (أسدا) ، وفي الأنباء (أحمد) والظاهر تغلب عليه اللقب.
قدم بغداد صغيرا فاشتغل على الشيخ شمس الدين السمرقندي في القرآن وفي مذهب الحنفية ، ثم حضر مجلس شمس الدين وقرأ عليه البخاري ... وجاور بمكة سنة خمس وسبعين وكان يقرىء ولديه ويشغلهما بشغل في النحو والصرف وغيرهما ودرس وأعاد وحدث وأفاد وكانت عنده سلامة باطن ودين وتعفف وتواضع ، يكتب خطا حسنا وولي آخر أيامه إمامة الخانقاه السميساطية بدمشق ومات بها في جمادى الآخرة